الأربعاء، 20 أبريل 2022

تعبد الصائمين ..بمحبة المؤمنين

 تعبد الصائمين ..بمحبة المؤمنين


د. عبد العزيز كامل 

التقارب الوجداني، والتوافق الروحي بين عموم الصائمين، يجليهما ويعليهما شهر المكرمات والطاعات، من خلال مواعيد الصيام ومواقيت الصلاة، ومشاهد الاجتماع والألفة والمحبة التي يشتهر بها هذا الشهر..


وهذه الألفة الواجبة المطلوبة؛ ليست قدرا يتنزل بلا أسباب،

بل هي نتاج امتثال لشعب إيمانية، وشرائع تكليفية، من فروض وواجبات ومستحبات، تقضي في مجموعها بأن يكون (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه) [متفق عليه] ..

وتوجب أن يكون:

(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ.) [رواه مسلم]

والتآخي والتراحم بين المسلمين؛ شريعة ودين، فالله تعالى هو الذي عقد رباط الأخوة الإيمانية بينهم فقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات/١٠]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(وكونوا عباد الله إخوانا) متفق عليه .

وقـال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) متفق عليه.

وإذا تشككت -أيها المسلم- في وصولك إلى ولاية الله ودرجات الصديقين من خلال صدق الصداقة والتحاب في الله مع المؤمنين ..

فاستمع لكلام سيد المرسلين (صلوات الله وسلامه عليه) وهو يقول : ( إنَّ للهِ عِبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شهَداءَ، يَغْبِطُهُمُ الشّهَداءُ والأنبياءُ يومَ القيامةِ؛ لقرْبِهِم مِنَ اللهِ تعالى ومَجلِسِهِمْ منه.

 فجَثَا أَعرابيٌّ على رُكبَتَيْهِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، صِفْهُم لنا، وجَلِّهِم لنا.

قال: قَوْمٌ مِن أَفناءِ النَّاسِ، مِن نزَّاعِ القَبائلِ، تَصادَقوا في اللهِ، وتَحابَّوا فيه، يَضَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهُم يومَ القيامةِ مَنابرَ مِن نورٍ، يَخافُ النَّاسُ ولا يَخافون، همْ أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ، الَّذين لا خَوْفٌ عليهِم ولا همْ يَحْزَنون)

[السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رقم(٣٤٦٤)]

وكما أن من صميم الدين ان تحب في الله الطائعين ؛ فإن من براهين اليقين أن تبغض لأجل الله العصاة المعاندين،

ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إِنَّ أَوْثَقَ عرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تحِبَّ فِي اللهِ، وَتبْغِضَ فِي اللهِ)

[ رواه وحسنه الألباني في “صحيح الترغيب/٣٠٣٠

ولن يجد باغي الخير أفضل من شهر الصيام للتعبد بشعب الإيمان التي توصل للحب في الله وتؤصل حدود البغض لله..

فاللهم اجعلنا من المتحابين في جلالك.. المتعاونين لنصرة دينك..ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ..ربنا إنك رؤوف رحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق