انقلابات أمريكا.. متى ستنقلب عليها؟!
د.عبدالعزيز كامل
★..بعد إفشال الثورات العربية، أمر الأمريكان حلفاءهم من الأعراب أن يمولوا بعض الموالين لشياطين واشنطن ، وكان الغرض هو إطالة أعمار أنظمة الجبر والقهر التي تناوبت على حكم الأمة بالاستبداد والفساد .. وكان آخر ذلك ماحدث في السودان ثم تونس،التي بدأت بها الثورات..وختمت بها النكسات،حتى لم تعد في بلاد العرب دولة حرة ومستقلة في سياساتها وقراراتها ..
★.. " ولاة الأمر يكان " من الأعراب.. لم يكتفوا بتمويل الانقلابات العسكرية والاستخباراتية في بلاد العرب، حتى تدخلوا بأموالهم فيما وراء البحار حيث بلاد العجم.. وهاهي الحقائق تتكشف حول وقوفهم مؤخرا وراء انقلاب باكستان، ثاني اكبر بلاد المسلمين عددا(٢٢١ مليون نسمة) ، ومن المستبعد أن يتركوا بعدها تركيا في حالها ..
★.. خصت أمريكا وقبلها بريطانيا عالمنا العربي والإسلامي بالانقلابات والنزاعات المتواصلة منذ نحو مئة عام، حتى صارت الأنظمة الانقلابية أداة قدرية لتمثيل مرحلة الحكم الاستبدادية ، والمسماة في مفهومنا الإسلامي بالجبرية، تلك التي تأتي بعد مراحل حكم النبوة ، ثم الخلافة الراشدة ، ثم الحكم الوراثي العضوض..
★..الخبر عن ذلك صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : ( تكونُ النُّبوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ النُّبوَّةِ، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء اللهُ أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكًا عاضًّا، فيَكونُ ما شاء اللهُ أنْ يكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكًا جَبريَّةً، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ النُبوَّةٍ).
أخرجه الإمام أحمد في مسنده واللفظ له، وحسنه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند برقم : (١٨٤٠٦) والألباني في مشكاة المصابيح برقم( ٥٣٠٦)
★.. تطورات الزمن تشير في ضوء النظر إلى ناموس السنن؛ إلى أن مرحلة الطغيان الناشئة عن الانقلابات والتقلبات العالمية تحت الرعاية الأمريكية؛ ستنتهي لتعقبها مرحلة الدخول إلى أعتاب الخلافة الإسلامية ( نعم..الخلافة الإسلامية).. وهذا لن يكون _ والعلم عند الله _ إلا بعد حرب عالمية _ لاحت بواردها _ ستدور بين شقي شقاء العالم المعاصر ، من نصارى الشرق والغرب، حيث سيمتد ويحتد الصراع بين الذين ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة..
★.. ستكون العاقبة يقينا للمتقين، وستتوالى العقوبات الربانية والانقلابات العكسية، الداخلية والخارجية ،لتطيح بعاد الثانية (أمريكا) لتلحق بعاد الأولى وغيرها من الأمم التي سبقتها وشابهتها ، وعندها يبزغ فجر الأمة من جديد ، ويردد المؤمنون قول العزيز الحميد في سورة الفجر : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد ( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)..
نعم نعم .. إن ربك لبالمرصاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق