من شارع الهرم إلى مجلس الأمة...!
خواطر صعلوك
لماذا قد يستاء بعض المشاهدين الكرام، أو الأعضاء المُشرعون في مجلس الأمة بسبب قصة من شارع الهرم وصلت للكويت على شاشة التلفزيون...
أتفهم هذا النوع من الاستياء في مجتمع «محافظ ومتحفظ وحافظ» وحفيظ على الأخلاق، مجتمع يهدم التماثيل والأصنام، ويطرد الفرق الموسيقية، ويكره إسرائيل وتدار مؤسساته بألحان شعبان عبدالرحيم.
ولكن علينا أن نتساءل حقاً عن ماهية وظيفة الفن في حياتنا، هل أن يُسمعنا ما نريد سماعه، أم وظيفته هي كونه نسخة كربونية ترينا الواقع كما هو، أم أن وظيفته هي أن يرسم لنا متخيلاً اجتماعياً جديداً يمكن أن نعيش من خلاله حياة أفضل من أزهى عصور الهراء التي نعيشها، أم أن الفن لا وظيفة له، وأنه قطاع ترفيهي بلا معنى أو هدف أو غاية؟
دائماً في كل رمضان، لابد أن يُفتح موضوع المسلسلات الهابطة والمتهتكة والهاتكة للنسيج الوطني والخيط الإجتماعي، والتي بدأت في التسعينات بتعاطي المخدرات، ثم في بداية الألفية أظهرت مشاكل الميراث وسرقة الشركة والتحرش بالسكرتيرة، وصولاً اليوم إلى مناقشة الخيانات الزوجية والعلاقات العابرة في السوشيال ميديا... ودائماً يثور مجلس الأمة والكثير من الناس معتبرين أن ما يعرض على الشاشة تشويه للكويت وسمعة شعبها في دول مجلس التعاون والوطن العربي.
ويبقى السؤال المستحق، في هل كوننا مجتمعاً قادراً على مناقشة مشاكله من خلال الفن، حتى ولو كانت هذه المشاكل لا تُعبر عن الجميع بل تعبرعن أقلية، أم أننا مجتمع «مُتحفظ» وحفيظ وحافظ ومش فاهم تجاه مشاكله ويطمطم على الجثة ويدفنها ويقرأ عليها الفاتحة، ويرش على قبرها الماء منتظرين أن تُحل جميع مشاكلنا من السماء بضربة واحدة؟
وهل المشاكل التي تعرضها مسلسلات رمضان هي مشاكل خاصة بوطن النهار، أم أنها مشاكل يشاركنا فيها دول الخليج والوطن العربي سواء عرضها على شاشاته أم لا؟
قد يصبح هذا المقال مجموعة كبيرة من التساؤلات التي بلا أجوبة، ولكننا إذا لم نقف في مواجهة أنفسنا فسنكون ممن يبيعون القرد ويشتمون من يشتريه، فهبة مشاري حمادة أو غيرها من المبدعين الذين يحاولون أن يثيروا التساؤل وفتح نقاشات بين أفراد الأسرة، أكثر جرأة وأكثر شجاعة من الذين يخدرون الشعب في قاعة عبدالله السالم، تلك القاعة المهيبة ذات التاريخ العريق.
عموماً، هذا هو الحال على كل ما به من وقاحة وفجاجة وميوعة وسيولة، وانصح السادة الذين يذكروننا دائماً بهبوط مسلسلات رمضان، أن يصعدوا ويسموا ويترفعوا بأنفسهم ويتركوا الشاشة في هذا الشهر الفضيل، ويختموا ثلاثين جزءاً من القرآن ليريح قلبهم بدلاً من أن يختموا ثلاثين حلقة ترفع ضغطهم. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.
Moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق