طريق الخلاص.. في اقتران الاتباع بالإخلاص
اتباعك هدي النبي صلى الله عليه وسلم، دليل على محبتك لله، في رمضان وغيره، هو الشرط الثاني بعد الإخلاص في صلاح العمل وقبوله؛ فلا تتم الهداية إلا باتباع هدي النبوة، كما قال الله تعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون)..[الأعراف/ ١٥٨]
والاقتداء سبيل الاهتداء، وهو لقاح الإخلاص، فإذا اجتمعا؛ أثمرا صلاح العمل،
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا) الكهف/١١٠]
سبيل الخير والنجاة في ذلك الاتباع ؛ وطريق الشر والهلاك فيما يناقضه من الإحداث والابتداع، وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرره ويكرره في كل خطبه يخطبها، حيث كان يقول:
(أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)
[رواه مسلم/٨٦٧ ]
فكل عمل على غير هدي النبوة ؛ ساقط حابط.. كما قال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) [ متفق عليه ]
وأنت أيها الصائم؛
مدعو في رمضان وفي غير رمضان؛ للبرهنة على صدق حبك لله، بحسن اتباعك لرسول الله، وموعود على ذلك بمحبة الإله الذي قال لنبيه:
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُور رَّحِیم﴾
[آل عمران ٣١]
وتسمى هذه الآية؛ آية المحبة، وآية المحنة، لأن الله تعالى امتحن بها واختبر صدق دعاوى المحبة.
قال الإمام ابن القيم في تفسير قوله تعالى: ﴿يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾
«إذا كانت المحَبَّةُ لَله هي حقيقةَ عبودِيَّتِهِ وسِرَّها، فهي إنما تتحققُ بِاتِّباعِ أمره واجتنابِ نهيهِ، فعند اتِّباعِ الأمْرِ واجتنابِ النَّهْي تتبينُ حقيقةُ العبودية والمحبَّة، ولهذا جعل تَعالى اتِّباعَ رسُوله عَلَمًا عليها، وشاهدًا لمن ادَّعاها»
ومضلات الفتن في عصرنا تنازع المرء في اتباعه للأوامر واجتنابه للمناهي، حتى يفرغ الصيام من مضمونه، وتنزع عنه روحه،
ولذلك لزم التزام هدي النبوة في الصيام والصلاة وسائر الطاعات. ولأن الكلام يطول في الهدي النبوي في الصيام..
فإني أحيل إلى ما اختصرته من كلام الإمام ابن القيم عن ذلك في كتابه (زاد المعاد) وهو موجود في المقطع المسموع.. لمن شاء الرجوع..
فاللهم إنا نسألك حبك،
وحـب من يحبك،
وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك،
واجعل اتباعنا لنبيك دليل صدقنا في حبك.. آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق