الأربعاء، 13 أبريل 2022

«يهود الدونمة»

«يهود الدونمة»
د. علي الصلابي
مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي
 

كلمة الدونمة من الناحية اللغوية مشتقة من الكلمة التركية (دمونك) وتعني التذبذب  والتردد،

أما من الناحية الدينية فتعني مذهبا دينيا جديدا،

وأما بالمفهوم السياسي لهذه الكلمة فتعني اليهود المسلمين الذين لهم كيانهم الخاص،

وقد أطلق العثمانيون هذه الكلمة على اليهود الذين يعيشون في ولايات دولة الخلافة الإسلامية  العثمانية وخاصة ولاية «سلانيك» اليونانية..

أطلق العثمانيون هذه الكلمة لغرض بيان وتوضيح العودة من اليهودية إلى الإسلام،

ثم أصبحت علما على يهود الأندلس الذين لجئوا واستنوا إلى الخلافة  العثمانية هربا من محاكم تفتيش الملكة الدموية إيزابيلا بعد سقوط الأندلس، وتظاهروا باعتناقهم للإسلام…

ومؤسس فرقة الدونمة هو «شبتاي زيفي» الذي ادعى انه المسيح المنتظر في القرن السابع عشر ميلادي،

وأثار الكثير من الأحداث والاضطرابات في عهد السلطان العثماني «محمد الرابع».

لقد أسهمت هذه الطائفة بشكل أو بآخر في هدم القيم الإسلامية في المجتمع العثماني،

وعملت على نشر الإلحاد والأفكار الغربية، ونشرت الماسونية،

ودعت لهتك الحجاب وانتشار الاختلاط في المدارس،

وكان كثير من قادة جمعية «الاتحاد والترقي» ينتمون لهذه الفرقة ويشاركونها احتفالها وأفراحها.

وبالطبع فإن هذه الطائفة ساهمت في سقوط الدولة العثمانية وخلع السلطان عبد الحميد الثاني،

ولا تزال هذه الطائفة حتى وقتنا الحاضر، تملك صحف ودور نشر، وتغلغلت كثيرا في الاقتصاد والثقافة وكل جوانب الحياة في الدولة العثمانية،

واستعملت طائفة الدونمة شعارات معينة (كالحرية والديمقراطية ومحاربة الاستبداد وتحرير المرأة،) من أجل تحقيق أهدافها ومآربها،

وكانت الغاية من هذا كله تحقيق المشروع الاستيطاني الصهيوني، بالاستيطان في فلسطين،

وتعتبر طائفة الدونمة هي من شكلت اللبنة الأولى لتحقيق المخططات اليهودية العالمية..

ومن أبرز شخصيات هذه الطائفة مصطفى كمال أتاتورك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق