أحوال بيوتنا.. هل تشهد لصيامنا؟
عندما قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) (التحريم/ 6) بين أن تقوى الله للوقاية من النار..
ليست واجبة على الإنسان نحو نفسه فحسب؛ بل هي واجبة تجاه كل من ولاه الله أمره..
وهذا ما نبه عليه الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية، حيث قال:
«وقاية الأنفس بإلزامها أمر الله والقيام بأمره امتثالًا، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب،
ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه،
وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه».
ومن مكرمات الشهر الكريم في أيامه المعدودات؛ أنها سبيل للارتقاء أو التغيير والتقويم على مستوى الأسر،
كشأنها على مستوى الأفراد، فواجب كل منا نحو نفسه في الصلاح،
لا يقل وجوبا نحو أهله في الإصلاح، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يرقي بأهل بيته في مراقي التقوى ومنازلها فقال:
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) [طه /132]
وأثنى الله على نبيه إسماعيل فقال:
(وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) (مريم/ 55)
وبيت الإنسان جعله الله سكنا وسكينة، من الناحية النفسية والمادية ، كما قال سبحانه : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) [النحل/ ٨٠]
وقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكنوا إليها) [الروم/٢١]..
وسكينة بيوت المؤمنين تزداد في رمضان؛ بقدر تعميرها بالطاعات والصالحات، وعلى رأسها الصيام والقيام وتلاوة القرآن،
ولهذا ينقل أن بيوت السلف كان لها بالقرآن في رمضان دوي كدوي النحل..
ورعاية البيوت في رمضان؛ مسؤولية لها الأولوية، وهي مقسمة على عامريها ومسئوليها رجالا ونساء،
والمسؤولية تتضاعف في مواسم الطاعات،
حيث تتركز شرور تجار الموبقات من لصوص القلوب والعقول،
ليفسدوا على الناس الأجواء فيما يسمع في الأرض ويبث في الفضاء..
وهنا تتأكد مسؤولية كل راع تجاه كل رعية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسئول عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسئول عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسئول عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسئولة عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسئول عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسئول عن رعيتِهِ)
[متفق عليه]
فاللهم ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة اعين ، واجعلنا للمتقين إماما..
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق