الثلاثاء، 5 أبريل 2022

منو ربعك في «الواتس آب»؟

 منو ربعك في «الواتس آب»؟

خواطر صعلوك


قال لي صديقي ذات يوم أن السيرة الذاتية في الكويت هي «غروب الواتس آب» الذي تملكه في هاتفك، فما هي سيرتك الذاتية التي تؤهلك لأن تكون قيادياً أو مبدعاً أو متميزاً؟

وإليك عزيزي القارئ مثال لسيرة ذاتية ناجحة في الكويت.

المهارات:

لديّ العديد من المهارات مثل أن أحذف ثلاث برتقالات في الهواء دفعة واحدة وجعلها تدور بشكل مثلث بين يدي، وأحيانا أمشي على الحبل دون أن أسقط على الأرض، مع مهارة إضافية وهي أن أنظر في عينيك دون أن أرمش.

كذلك لديّ خيال واسع حيث كُنت دائماً أُشعل الجحيم في رأسي من أجل كل الأوغاد الذين عرفتهم في حياتي ورفضوا لي طلباً، ولديّ معارف واسعة على أرض الواقع تجعلني أحول الخيال إلى كابوس لأي لجنة أو فرد يعترض على اسمي!

المعارف:

من أهم المعارف التي كنت حريصاً عليها طوال حياتي، ليست قراءة الكتب والمراجع والدراسات والأبحاث، ولكنها قراءة الرجال والمناصب والمراكز والتشريفات.

ومن معارفي جاسم، مساعد المدير العام، ومحمد، سكرتير الوزير، وسعد، مدير مكتب عضو مجلس الأمة، وفهد، عضو مجلس الأمة، وعبداللطيف، وكيل وزارة مُساعد، وعبدالرزاق، مراقب في الديوان، وعبدالله، مدير قسم الحسابات، وراشد، راعي ديوانية يجلس فيها أصدقاء رئيس مجلس الوزراء، وعدنان، نسيب عضو اللجنة العليا وخالد، ابن عم الوزير، وكتكوت، فراش مدير عام الهيئة العامة.

كذلك أحفظ مجموعة من المفردات والمصطلحات التي تتعلق بالإدارة و فرق العمل.

الخبرات السابقة:

سافرت إلى تونس وسورية والمغرب، وركبت دراجة هوائية في إسبانيا، وتنقلت بالقطار في أوروبا.

شاركت في حركة المعارضة وجلست مع المعارضين، واكتشفت أن قضيتهم خاسرة، فتحولت للحكومة وأصبحت من الوفد المنافق لسيادته لكي أحرق البخور في مواكبه.

تسلمت إدارة مؤسسة جندت نفسها لخدمة مجتمع لا تعي أزمته، ودربت موظفين ليعملوا في مؤسسة لا يعرفون أهدافها، وكنت أتبع سياسة مبدأ «النأي بالنفس» عن كل ما حولي من مشاكل، لذلك فقد خرجت بسجل نظيف تماماً.

اعتمدت أسلوباً في الإدارة مبنياً على علاوات الولاء وليست ترقيات الكفاءة، فكان كل من حولي يُحبني ويُقدرني... أما الخاسرون والفاشلون والفاقدون للحس الوطني فكانوا يكرهوني.

Moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق