قانون الأحوال الشخصية الجديد
محمد إلهامي
النصوص التي خرجت عن بنود قانون الأحوال الشخصية الجديد مناقضة لأحكام الشريعة بصراحة ووضوح!
وليس مقصودي الآن بيان أن هذا كفر صريح، لأنه تبديل للشريعة، وإذا كنت تظن أني أقول هذا تشددا وتطرفا، فاذهب واسأل أي شخص تثق في دينه وعلمه، بشرط أن يملك حرية القول والفتوى.
وعلى الذين أصدروه، والذين سينفذونه من القضاة والموظفين، ومن سيدافعون عنه من الصحافيين والإعلاميين.. عليهم أن يسألوا في حكم الشرع فيهم إن نفذوه، هذا طبعا لمن كان يهمه دينه وآخرته.. فأما من لم يهتم بذلك، فالكلام لا يخصه!
قلتُ: ليس مقصودي هنا أن أبين كفر هذا.. إنما مقصودي الآن أن أقول: إن هذا القانون الذي يظهر في ظاهره أنه في صالح المرأة لن يلبث أن ينقلب عليها.. لتذوق المرأة لعنة القوانين الحديثة!
ذلك أن الأفضل للرجل، إن كان غير متدين، أن يذهب إلى الزنا، فيأخذ متعته من المرأة بلا ثمن ولا تكاليف، فإذا أنجبت منه، فعليها أن تتولى بنفسها أمر هذا الطفل، ثم هي وقدرتها على التحمل،
فإما أن تقتله وهو في بطنها، أو تلقيه بعد الولادة في ملجأ أو سلة مهملات، أو تكافح لأجله، فتدفع عمرها ثمنا للحظة نزوة، حيث إن القانون قد جعل الزنا أخف شيء على الرجل!
فأما إن كان الرجل فيه نوع من التدين ولا يستمرئ الزنا، فإنه سيذهب إلى الزواج الشرعي بغير توثيق، نعم.. هذا الذي يسمونه «الزواج العرفي»..
وفي ظل دولة لا تهتم إلا بالأوراق، فإن المرأة هي الخاسرة في هذا الزواج،
فلو وقع بينهما خلاف أو وصل الأمر إلى الطلاق، فإن المرأة هي الأشد خسارة.. إذ ستخوض في رحلة إثبات الزواج أصلا، ثم في رحلة إثبات الطلاق!
وفي أجواء الفساد المستشري في كل مسارات الدولة، ستنشأ عصابات التزوير والمتاجرة بالقضايا واقتضاء الرشاوى،
وهي المشاكل التي ستقع على رأس المرأة وأهلها أكثر ألف مرة مما ستقع على رأس الرجل، الذي سيكون أكثر تحررا وقدرة على التآمر والمتاجرة والمناورة!!
كذلك ففي أجواء الاقتصاد والمنهار،
وقرارات «السيسي عدو الله» منع السلع التموينية عن المتزوجين حديثا، فسيكون الزواج بدون توثيق رسمي هو الوسيلة الأفضل للاحتفاظ بالفتات الباقي من حق المواطن في السلع التموينية المدعمة!!
إن هجران الشريعة لن يأتي بخير.. ولكن على من لا يهتم لأمر الشريعة ولا لأمر دينه، أن يهتم بأمر قانونه ودنياه..
فهذا القانون من وجهة نظر دنيوية بحتة هو في نهاية الأمر ضد المرأة ومصالحها!!
يفترض أن نرى وقفة قوية من الأزهر، ولا أدري هل سيقف أم لا، إذ يبدو أن عدو الله قد حزم أمره..
وشيخ الأزهر ضعيف، غاية ما سيفعل أن ينزل إلى قريته ليعتكف في داره أو في زاويته ليحتج احتجاجا صامتا!!
إن البداية الوحيدة للحل الوحيد هو أن يزول هذا السيسي.. وبغير ذلك فلا أمل ولا مستقبل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق