الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

والله ما مثلك في هالدنيا بلد؟!

 والله ما مثلك في هالدنيا بلد؟!

الجزء الثاني من حواري مع صديقي الألماني

الدكتور صنهات بدر العـتيـبي

صديقي الألماني الذي جاء في زيارة عمل كاد يسقط مغشياً عليه من الضحك عندما ترجمت له المقطع الشهير “والله ما مثلك في هالدنيا بلد”!! وقال حسنا سأعطيك خمسة أشياء تثبت أنه ليس مثلكم في هالدنيا بلد:

- انتم البلد الوحيد في العالم ربما الذي يوجد فيه مصنع اسمنت وسط الإحياء السكنية..؟!

فقلت: صدقت، هذه اليمامة ويا حسرتي على أهل العزيزية وخنشليله، راحوا كلنكر؟!

- وانتم البلد الوحيد الذي يمر به ملايين المسافرين في السنة حجاً وعمرة منذ عشرات السنين ولم يُخلق قطار بين مكة وجدة إلى حد الآن، وعندما جاء قطار المشاعر كان أغلى قطار في التاريخ البشري؟!

فقلت: صدقت، وقبل القطار كانت بل كندا وأغلى هاتف في تاريخ الاتصالات؟!

- وأنتم البلد الوحيد في العالم الذي يجمع المقاولين من الصين لبناء مدارس مع أن المقاولين المحليين عدد الحصى وبناء مدرسة لا يشكل معضلة تقنية..!!

قلت: صدقت، هذه معضلة أخلاقية وما زال السرق مستمرا وقد نرى أغلى مدارس في تاريخ الذاكرة البشرية وفي عالم الفضاء؟!

- وأنتم البلد الوحيد الذي توجد فيه نقاط تفتيش في الطريق العام داخل البلد وعند كل إشارة وفي كل زاوية وسكة، ومع ذلك يوجد لديكم أعلى معدل سرقات للسيارات وشنط السيدات وجوالات الوراعين.. (عاد للأمانة هو ما قال الوراعين قال الكدز وأنا ترجمتها)؟!

فقلت: صدقت، وزد على ذلك قفشات ساهر المركونة في مخابئ يحتار السائق فيها ولا تخطر على باله ولا بال الذين خلفوه ليدفع نصف راتبه مخالفات..؟!

- وانتم البلد الوحيد في العالم ربما الذي تحرس الحكومة فيه الصحف ووسائل الأعلام..؟! في كل دول العالم الصحافة هي “السلطة الرابعة” التي تنقد الحكومة وتراقب أعمالها وأقوالها وحركاتها وسكناتها ولكن لديكم الحكومة تحرس السلطة الرابعة، كيف يحدث هذا؟!

قلت: وفي هذه صدقت يا بناخي هتلر، وأزيدك من الشعر بيت، هذه الصحف الرسمية والمحسوبة! تتمرد على الحكومة التي تحرسها جهارا نهارا وتشنع على مؤسساتها المعروفة مثل القضاء والفتيا وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صبيحة كل يوم بلا كلل ولا ملل، وتهاجم كذلك الدين والشريعة والعلماء والدعاة والوعاظ وكأنها كلاب مسعورة, وتسقط حقدها وسوءها ورسومها الكاريكاتيرية ومقالات كتّابها البلهاء على المجتمع وتاريخه وقيمه وأعلامه وكأنها صحف الدنمرك, وتتباكي على وضع المرأة وحرية المرأة وقيادة المرأة.. وتحرض كلينتون على الحكومة نفسها التي تحرسها ونحن نقف مشدوهين ولم نعد نفهم شيئا…

فقال لي: هذه خمس فماذا لديك؟

قلت: هي خمس أخرى قد يكون في بطنها خمس ولكن سأقولها بالعربي ولن أقولها لك بلغتك فتضحك علينا وعلى حالنا….

- نحن البلد الوحيد في العالم الذي تُخصص فيه وزارة التربية والتعليم ملايين الريالات لبناء ملاعب ناعمة لممارسة الرياضة النسائية مع إن طلاب خامسة ابتدائي ما زالوا يدرسون في المقلط! وطلاب ثانية ثانوي لم يغادروا المطبخ القديم منذ عقدين من الزمن المسروق!!

- ونحن البلد الوحيد في العالم الذي تدرس فيه وزارة التربية والتعليم تدريس اللغة الانجليزية لطلاب الابتدائي مع إن طلاب الثانوية ما زالوا ينصبون الفاعل وينصبون المفعول به وينصبون المجرور وينصبون المبني للمجهول ويقولون لا نعرف إلا “النصب” منذ أن درسنا الثانوية في مدرسة أهلية؟!

- نحن البلد الوحيد في العالم الذي يقول أكبر مسئول فيه يا صحافة لا تهاجموا العلماء والدعاة وإلا سوف وسوف.. وفي صبيحة اليوم التالي تشن الصحف هجومها العنيف ليس على العلماء الحاليين فحسب ولكن حتى على الخلفاء الراشدين أنفسهم رضي الله عنهم أجمعين، ولسان حال الصحف المخترقة يقول (أرنا ماذا ستفعل يا صاحب التهديد والوعيد)!!

- ونحن البلد الوحيد في العالم الذي لا تكثر فيه السرقات إلا عندما يُعلن أنه عصر النزاهة والشفافية، ولا يأتي فيه الإصلاح إلا لتقييد القضاء ومنعه من معاقبة الصحفيين المتمردين والمخالفين للشرع والمعتدين على الشريعة، ولا تأتي فيه الانتخابات إلا مزورة و(متئسمة)! ومدبلجة وخلف كواليس النوادي الأدبية لها رجرجة!! هذا يا فرانك بلد لا تتحدث فيه هيئة حقوق الإنسان إلا عن العنف الأسري! وتركت عنف السلطة وآلاف المساجين الذين ذهبوا ضحية لموجة الاعتقالات بالجملة وفيهم أبرياء سيتبين وضعهم بعد عشرات السنين (صبر وش معجلهم، أصلا ما فيه وظائف)؟! ولا يتحدث مجلس الشورى المعّين في بلد التعيين! إلا عن حق المرأة في الانتخابات البلدية (عجبي، لماذا لا يتحدث عن ضرورة انتخابات مجلس الشورى نفسه واستقلاليته وحريته في المتابعة والمراقبة والتحقيق..)!! ما عليه، أصلا فلتدخل المرأة إلى المجالس البلدية (حياها) فكل عمل هذه المجالس سواليف وفصفص! ولتدخل المرأة الأندية الأدبية (خير يا طير) كلها نقاشات بيزنطية وكلام فاضي وشحاذين عرب يشتمون السلفية في عقر دارها!! وليس من المستبعد أن تتحول ثقافتهم في أنديتهم إلى ما يشبه المهرجان الثقافي العظيم الذي تحول في دوراته الأخيرة إلى اختلاط ورقص وترقيص وأشباه رجال يغازلون بنات أشباه رجال ويحرسهم أشباه عسكر، وهذه هي الليبرالية السعودية الموعودة!! وكل ذلك قد يناسب حال المرأة في عصر (الرجل العاطل عن العمل) والذي لا يملك حق أن يقول كفى وليس له رأي في أصغر الأمور البلدية فما بالك بالمدنية وتقاسم السلطة والخيار! وسؤال “من أين لك هذا”! وتوزيع الثروة واحتكار الأراضي! ووظيفة شريفة في مكان ليس فيه اختلاط أو نوايا اختلاط أو تشجيع اختلاط أو حتى أجهزة مولينكس! (أحلام سعيدة يا ولد)؟!!

- ونحن البلد الوحيد في العالم الذي تلعب فيه أكبر شركة اتصالات لعبة اليانصيب الحرام على الناس الغلابا المساكين وتزور فواتيرهم وتدفعهم غصبا! ثم تمنيهم سيارة بانوراما لو أرسلوا كلمة (حمار) للخطوط الجوية المحترمة ويفوز واحد من الملايين المهووسين بالمكسب الحرام والبقية لهم التراب؟! وهيئة الاتصالات تغط في سابع نومه وشخيرها لم يوقظ وزارة الصحة التي لا ترى المستوصفات الأهلية وهي تشارك الناس في رواتبها! ولا الأخطاء الطبية وهي تشارك عزرائيل في عمله؟! حتى جامعة العلم والتقنية (ترسوها) مكسيكيات وبرازيليات عاريات كاسيات مائلات مميلات كأن رؤوسهن الحدج، ويا أهات قلبي المتعب!!

 وأكبر شركة نفط عملاقة في العالم تركت النفط ومشاكله واستراتيجياته وجاءت لتشارك في أمركة المجتمع بالقوة والتي واللتيا ومهرجانات الصيف السخيفة…! وفي عالم الصفقات، هذه شركة مستثناة لأنها لبنانية (شو بدك بالشفافية مسيو)! وهذه الشركة حالة خاصة لأنها يمنية (تاخذ ولا تعطي)!! وهذه الشركة لا ينطبق عليها القانون لأنها “تبع” السكرتير الذي يقود معركة الليبرالية الكبرى ضد السلفية ويحتاج قدرات (!)، وهذه الشركة دعوها تأكل فهي “تبع” عيال أكشنها وقد وقعوا عقدا مع الإدارة الأمريكية لتحويل المجتمع بأسرة إلى كازينو أمريكي لا يعرف جنوسه وبوياته إلا البوب والراب والهب هوب وكلمات أوكي، يس، أي سرندر… 

(كيف الحال يا وطن)!!



يا بلادي واصلي..؟!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق