الجمعة، 1 أبريل 2022

المخالطون في الأرض!

 المخالطون في الأرض!

خواطر صعلوك


إن التباعد الاجتماعي والتقارب الأسري الذي حققه فايروس كورونا في العامين الماضيين يستحق أن نفرش له فرشة تليق بما قدمه من خدمات جليلة، لا يستحق فقط عليه الجنسية ولكنه أيضاً يستحق التكريم والتقدير من مكتب الإنماء الاجتماعي ذاته.

إن من إيجابيات فايروس كورونا أنه جعلنا في الرمضانين السابقين أكثر قرباً من عوائلنا، ليس لأننا نرغب في ذلك، أو مقدسين للحياة الزوجية أو العائلية، ولكن بحكم القانون والاشتراطات الصحية والحظر الكلي والحظر الجزئي وتصاريح السيد طارق المزرم، وإحصائيات الدكتور عبدالله السند، وهو ما حقق تقارباً أُسرياً عجز عن تحقيقه علماء الاجتماع وعلماء النفس وموظفو إصلاح ذات البين ومدربو التنمية البشرية، وكل المؤسسات ذات الميزانيات المرتفعة المعنية بإضفاء الصمغ والبوتوكس والفلر الاجتماعي، على كيانات الأسر الكويتية كونها نواة المجتمع حسب الدستور، وأصوات الوطن حسب الصناديق ومستهلكي الوطن حسب الاقتصاد وقوام الأخلاق حسب الدين.

وفي هذه اللحظة التاريخية من التفكك الأسري حسب نسب وإحصائيات وزارة العدل، علينا أن نتساءل عن الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً... ولا أتحدث هنا عن أعضاء مجلس الأمة، فهؤلاء من المخالطين في الأرض بحكم عملهم، ولكني أتحدث عن الذين يصومون بالنهار ويقومون بالليل، القاطعين لأرحامهم طوال اليوم، التاركين بيوتهم طوال الخط.

هل خرجنا بمجموعة من التساؤلات ومجموعة من الملاحظات عندما كنا مضطرين أن نجلس في بيوتنا مع أهلنا وأبنائنا؟ 

وهل أصبح هذا سلوكاً اكتسبه البعض بحكم الممارسة وتخلى عنه البعض بإرادته؟ 

وهل هناك من بقى على حاله سواء قبل كورونا أو في كورونا أو بعد كورونا؟

عزيزي القارئ، إن شهر رمضان ليس مسابقة ختمات قرآنية، ولا عرض أصناف وأطباق ولا عرض أزياء ونقصات، ولكن مسابقته في البر والرحم والرحمة، وفي إصلاح ما انكسر وفي جبر ما شرخ وفي استقامة ما انعرج، وفي قرب من ابتعد، فلملموا شتات أنفسكم دون الحاجة إلى أوبئة، واعلم أيها القارئ اللبيب أن تمرة من يدك في فم أبيك وأمك خير لك من حُمر الإبل، ومن حُمر الأطباق في المطاعم الخارجية بصحبة من تعتقد أن الإفطار يكون إفطاراً شهياً وعبادة مقبولة وصوماً هنياً على طاولات المولات، فكثير من المتقاعدين في هذا الوطن لا يحتاجون إلى ثلاثة آلاف دينار من أرباح التأمينات بقدر حاجتهم إلى ثلاثين يوماً من التواجد حولهم.

وكل عام وأنتم بخير، وكل ما لم يذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق