10 يوليو 1948 ذكرى مجزرة اللد على يد المجرم "إسحاق رابين"
250 فلسطينيا قتلهم الصهاينة في مجزرة اللد بدم بارد
كان الوقت شهر رمضان المبارك عندما بدأ الهجوم الصهيوني على مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس التي ترك رجالها يواجهون الآلية العسكرية الصهيونية ببنادقهم القديمة الفارغة من الرصاص بعد نفاده بسب القتال الطويل والمنهك لأيام عدة.
بدأ الهجوم الصهيوني على اللد في 9 تموز / يوليو عام 1948، وهي العملية المعروفة بـ"حملة داني"، وسعى الصهاينة من خلالها إلى عزل المدينتين عن أي مساعدة تأتي من الشرق، فتقدم إلى شرقي اللد والرملة لواءان صهيونيان أحدهما من الجنوب، حيث دخل قرية عنّابه صباح 10 تموز/ يوليو، ثم قرية جمزو.
وثانيهما من اتجاه تل أبيب في الشمال الغربي، واحتل هذا اللواء مطار اللد، وباحتلاله عزلت سرية الجيش الأردني في الرملة والعباسية واليهودية. وهكذا اكتمل تطويق المدينتين وعزلهما، ولم يستطع المناضلون في القرى المذكورة ومطار اللد الصمود أمام الهجمات من قبل الدبابات والمدفعية المنسقة.
تعرضت المدينتان أثناء ذلك لقصف جوي كثيف وجه إلى مركز شرطة الرملة وقصف مدفعي شمل الأحياء الآهلة بالسكان.استمر ضغط الصهاينة على امتداد واجهة القتال، وركزوا هجومهم على مدينة اللد أولا، فشنوا عند الظهر هجوما من الناحية الشرقية عند قرية دانيال، ولكن مجاهدي المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصفا، خسر الصهاينة فيها 60 قتيلا، ثم شن الصهاينة هجوما آخر بقوات أكبر تدعمها المدرعات، وتمكنوا من دخول اللد واحتلالها، وهم يطلقون النار على الأهالي دون تمييز.
بعد ذلك اخترقت وحدة تابعة للجيش الأردني مدينة اللد وفي أعقاب هذا الاختراق ارتفعت معنويات سكان المدينة، ومن أجل إخمادهم ومنعهم من التحرك، قامت العصابات الإرهابية الصهاينة بإطلاق النار الكثيفة على جميع من وجد في الشوارع، وخلال بضع ساعات قتل 250 فلسطينيا، فكانت "مجزرة" بشعة أغفل الإعلام العربي التركيز عليها.
لكن الرقم الحقيقي يبدو أعلى من ذلك بكثير فقد بلغ وفقا لأرقام فلسطينية وعربية نحو 426 شهيدا منهم 176 شهيدا في مسجد "دهمش" في المدينة، وفي رواية أخرى بلغوا 335 شهيدا، 80 منهم في مسجد "دهمش".
وكان الرجال قد احتموا بمسجد "دهمش" وسط المدينة، وبعد ساعات قليلة من القتال نفدت ذخيرتهم واضطروا للاستسلام، لكن القوات الصهيونية المهاجمة أبادتهم داخل المسجد.
وتُعَد عملية اللد أشهر مذبحة نفذتها عصابات "البالماخ" الصهيونية في فلسطين عام 1948. فقد صدرت تعليمات بإطلاق الرصاص على أي شخص يشاهد في الشارع، وفتح جنود "البالماخ" نيران مدافعهم الثقيلة على جميع المشاة، وأخمدوا بوحشية هذه الثورة الوليدة خلال ساعات قليلة، وأخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، يطلقون النار على أي هدف متحرك.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عام 1972 التفاصيل التي أوردها العقيد احتياط موشيه كالمان عن مجزرة اللد وأن القوات الصهيونية اقتحمت المدينة في ساعات بعد الظهر بالتنسيق مع طابور موشيه ديان، ورفعت المدينة الأعلام البيضاء، وقد تدفق السكان إلى المسجد الكبير والكنيسة المجاورة له، وأقيم مقر قيادة الكتيبة الصهيونية في منزل القسيس قبالة بوابة المسجد.
يقول كالمان: "طلبنا من السكان تسليم أسلحتهم، واكتشفنا في الصباح أنه لم يتم وضع أية قطعة سلاح من جديد، وأعدنا توزيع المدافع. وعند الظهر تقدمت نحو المدينة (عدد سكانها عشرون ألفا) مدرعات الفيلق الأردني التي كانت في منطقة محطة سكة الحديد، واقتحمت المدرعات الأردنية المنطقة، فبدأت بإطلاق النار وأصبح وضعنا حرجا، ولم يستطع اللواء التقدم لنجدتنا، ولأنه لم يكن هناك خيار، صدرت الأوامر لرجالنا بإطلاق النار على أي هدف، وسقط خلال المعركة ضحايا كثر، واستطعنا خلال بضع ساعات السيطرة مجددا على المدينة، ووصل الضحايا من المدينة إلى 250 قتيلا".
وذكر مراسل صحيفة "الهيرالد تريبيون"، كينيث بيلبي، الذي دخل اللد يوم 12 تموز / يوليو، أن موشيه دايان قاد طابورا من سيارات الجيب في المدينة كانت تُقل عددا من الجنود المسلحين بالبنادق والرشاشات من طراز ستين والمدافع الرشاشة التي تتوهج نيرانها. وسار طابور العربات الجيب في الشوارع الرئيسية، يطلق النيران على كل شيء يتحرك، ولقد تناثرت جثث العرب، رجالا ونساء، بل جثث الأطفال في الشوارع في أعقاب هذا الهجوم وعندما تم الاستيلاء على الرملة أُلقي القبض، في اليوم التالي، على جميع من بلغوا سن التجنيد من العرب، وأُودعوا في معتقلات خاصة.
ومرة أخرى تجولت العربات في المدينتين، وأخذت تعلن، من خلال مكبرات الصوت، التحذيرات المعتادة. وفي يوم 13 تموز/ يوليو أصدرت مكبرات الصوت أوامر نهائية، حددت فيها أسماء طرق معينة للخروج من المدينة.
كان الهدف من "عملية داني" تنفيذ سياسة التهجير الجماعي للفلسطينيين التي كان يتبعها الصهاينة في ترحيل وطرد جميع الأهالي الفلسطينيين، والذي أمر بتنفيذ العملية وطرد السكان الفلسطينيين هو رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، وكلف بها عددا من قادة الحركات الصهيونية مثل موشيه دايان قائد العملية، الذي أصبح رئيس أركان ووزير حرب ووزير خارجية، وكذلك اسحق رابين، الذي احتل منصب رئيس أركان ثم رئيس حكومة ووزير حرب، وأيضا ييجال يدين، الذي أصبح رئيس أركان ونائب رئيس وزراء.
وعلى إثر تلك المذبحة ترك معظم السكان واللاجئين المدينة، وقدر عدد الباقين في المدينة بألف نسمة فقط، حسب شهادات بعضهم، أما بحسب تقرير المؤرخ الإسرائيلي بيني مورس فإن الجنود الإسرائيليين وبعد انتهاء المعارك قتلوا 167 شخصا من سكان اللد بعد أن جمعوهم في مسجد "دهمش"، وبقي المسجد مغلقا لسنوات طويلة حتى تم ترميمه وافتتاحه في عام 2002.
وتُعَد عملية اللد أشهر مذبحة نفذتها عصابات "البالماخ" الصهيونية في فلسطين عام 1948. فقد صدرت تعليمات بإطلاق الرصاص على أي شخص يشاهد في الشارع، وفتح جنود "البالماخ" نيران مدافعهم الثقيلة على جميع المشاة، وأخمدوا بوحشية هذه الثورة الوليدة خلال ساعات قليلة، وأخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، يطلقون النار على أي هدف متحرك.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عام 1972 التفاصيل التي أوردها العقيد احتياط موشيه كالمان عن مجزرة اللد وأن القوات الصهيونية اقتحمت المدينة في ساعات بعد الظهر بالتنسيق مع طابور موشيه ديان، ورفعت المدينة الأعلام البيضاء، وقد تدفق السكان إلى المسجد الكبير والكنيسة المجاورة له، وأقيم مقر قيادة الكتيبة الصهيونية في منزل القسيس قبالة بوابة المسجد.
يقول كالمان: "طلبنا من السكان تسليم أسلحتهم، واكتشفنا في الصباح أنه لم يتم وضع أية قطعة سلاح من جديد، وأعدنا توزيع المدافع. وعند الظهر تقدمت نحو المدينة (عدد سكانها عشرون ألفا) مدرعات الفيلق الأردني التي كانت في منطقة محطة سكة الحديد، واقتحمت المدرعات الأردنية المنطقة، فبدأت بإطلاق النار وأصبح وضعنا حرجا، ولم يستطع اللواء التقدم لنجدتنا، ولأنه لم يكن هناك خيار، صدرت الأوامر لرجالنا بإطلاق النار على أي هدف، وسقط خلال المعركة ضحايا كثر، واستطعنا خلال بضع ساعات السيطرة مجددا على المدينة، ووصل الضحايا من المدينة إلى 250 قتيلا".
وذكر مراسل صحيفة "الهيرالد تريبيون"، كينيث بيلبي، الذي دخل اللد يوم 12 تموز / يوليو، أن موشيه دايان قاد طابورا من سيارات الجيب في المدينة كانت تُقل عددا من الجنود المسلحين بالبنادق والرشاشات من طراز ستين والمدافع الرشاشة التي تتوهج نيرانها. وسار طابور العربات الجيب في الشوارع الرئيسية، يطلق النيران على كل شيء يتحرك، ولقد تناثرت جثث العرب، رجالا ونساء، بل جثث الأطفال في الشوارع في أعقاب هذا الهجوم وعندما تم الاستيلاء على الرملة أُلقي القبض، في اليوم التالي، على جميع من بلغوا سن التجنيد من العرب، وأُودعوا في معتقلات خاصة.
ومرة أخرى تجولت العربات في المدينتين، وأخذت تعلن، من خلال مكبرات الصوت، التحذيرات المعتادة. وفي يوم 13 تموز/ يوليو أصدرت مكبرات الصوت أوامر نهائية، حددت فيها أسماء طرق معينة للخروج من المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق