إنهم يعبدون الفراعنة |
محمد جلال القصاص |
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنهم يعبدون الفراعنة حين انضم ( الأقباط ) إلى النصرانية حاربهم الرومان الكاثوليك ، وقتلوهم أشد القتل .. حرَّقوا الرجال وهم أحياء ، وأحرقوا القرى بما فيها ومن فيها ؛ كانوا عازمين على إبادتهم إبادة شاملة [1] ، يقولون ليس مسيحيين إنهم وثنيون يعبدون الفراعنة . ولم تتغير نظرة الرومان إلى النصارى إلى يومنا هذا ، فكنيسة الكاثوليك من يومين أو ثلاث تعلن على الملأ أنها هي ( كنيسة الرب ) وغيرها ليس بشيء ، وقد دفع هذا الأمر نفراً من الباحثين للتأمل في حال ( الأقباط ) هل هم مسيحيون ... يعبدون المسيح بن مريم كما يدَّعون ؟ أم أنهم حقاً وثنيون يعبدون الفراعنة كما يصفهم إخوانهم في الكفر من الكاثوليك ؟ الإجابة تشير بوضوح إلى أن نصارى مصر ( الأقباط ) خليط من النصرانية المحرفة والفرعونية القديمة ، والدلائل على ذلك كثيرة [2]. أبرزها أن مستمسكون بأسماء آلهة الفراعنة القديمة ، ويشتهر هنا كدليل ( مينا البراموسي أو مينا المتوحد ) وهو بطريرك الأقباط السابق [3]ـ قبل شنودة الثالث الموجود حالياً ـ ؛ و ( مينا ) أسقف جرجا الذي لم يعترف بشنودة الثالث حين نُصِّب بطريركاً ، وأمهله شنودة ثم عدا عليه حين تمكن منه وشلحه [4]، ويشتهر بين عامة نصارى مصر كاسم يتسمون به ( رمسيس ) و ( بيشاي ) و ( شنودة )[5] ، وأسماء الشهور التي يستعملها النصارى الأقباط هي أسماء آله فمثلا ( أمشير ) مشتق من اسم إله الزوابع ، و ( برمهات ) مشتق من اسم إله الحرب ، و ( برمودة ) مشتق من اسم إله الموت ، و ( بؤونة ) مشتق من اسم إله المعادن ، و ( أبيب ) مشتق من اسم إله الفرح ، و ( توت ) مشتق من اسم إله العلم ، و ( طوبة ) مشتق من اسم إله الطبيعة .. وهكذا ، ونسأل كيف يعظمون الفراعنة وهم الذين أخرجوا موسى ـ عليه السلام ـ من مصر ، كيف يعظموهم وكتابهم ـ في العهد القديم ـ يلعنهم ؟! إنها إحدى العجائب أن يعظم قومٌ قوماً يعتقدون كفرهم ، وإنها لإحدى الدلائل على وثنيتهم وعبادتهم للفراعنة . ويشهد على ذلك أن أديرتهم تقام على مقابر ومعابد الفراعنة القديمة ، وبعضهم يدافع عنهم فيقول أقيمت الأديرة على المعابد الفرعونية القديمة من أجل سرقتها وإخراج الذهب منها ، وهو ما حصل بالفعل منذ جاء شنودة الثالث ، وهو ما يعلل سيطرتهم على تجارة الذهب في مصر إذ أن ما أُخرج من ذهب من قبور الفراعنة مئات الكيلو جرامات ، وهو ما يفسر وجود نسبة كبيرة من الآثار المصرية خارج مصر ، وخاصة في دول أوروبا . ولكن هذا الرد لا يمكن قبوله ذلك أن أديرتهم أقيمت على المعابد من قبل أن يصبح للآثار قيمة بين الناس ، فهي منشأة على المعابد من قديم ، وهم كإخوانهم في الكفر ( الكاثوليك ) في هذا الشأن فقد أقام الكاثوليك أديرتهم على معابد الحضارات الوثنية القديمة [6] ويشهد على أنهم يعبدون الفراعنة مع المسيح أنهم حافظوا على اللغة القبطية القديمة .. لغة الفراعنة ، وهم الآن يحاولون إحياءها كي يستعمولها في حياتهم اليومية ، ولو كانوا حقاً مسيحيين يدينون بالمسيح لأحيوا الآرمية لغة المسيح ـ عليه السلام ـ أو اليونانية ـ لغة الآباء الأولين ـ وإنما هواهم مع الفراعنة . ولهم تاريخ خاص ، يبدأ من عام 282 هـ ، ويكتبونه بجوار التاريخ الميلادي ، وهو المعتمد عندهم ، ولو كان تعظيمهم للمسيح لما ارتضوا غير ميلاده ـ عليه السلام ـ تاريخاً لهم . هم يعظموه نعم ولكن تعظيماً أقل من تعظيمهم للتاريخهم الخاص الذي هو خليط من النصرانية المحرفة واليهودية . والحقيقة أن نصارى مصر كيانٌ خاص ، مختلف تماماً عن كل النصارى في العالم ، في المعتقد فهم لا يقبلون أي طائفة أخرى ، وفي التحرك فهم يحافظون على ( رعاياهم ) داخل مصر وخارجها من استراليا إلى أمريكا الجنوبية ، وقد بدءوا في الانتشار في البلاد العربية ، وهذا الاستقلال الفكري عن ( النصرانية ) الأم بدأ يترسخ في حس الأقباط منذ قدوم جماعة ( الأمة القبطية ) المتطرفة إلى الكنيسة من عهد كيرلس السادس وشنودة الثالث البطريرك الحالي . ولا يسعني أن أترك ( الأقباط ) عبّاد البشر ( الفراعنة والمسيح ) قبل أن أأكد على أن كل فئات النصارى كالأقباط .. وثنيون في حقيقتهم ، فالنصرانية وثنية متطورة ، خليط من دين ( بولس ) و ( أديان الوثنية ) ومن شاء أن يعرف فليبحث عن معتقداتهم من أين لهم بها ؟ وشعائرهم من أين لهم بها ؟ وليس هذا قولي ، ولا قول علماء المسلمين المختصين بدراسة النصرانية فقط وإنما قول الباحثين النصارى ، وأشهر ما يرشد إليه في ذلك ما كتبه ( اندريه نايتون ) و ( إدغار ويند ) و ( كارل غوستاف يونغ ) وهو منشور في موقع ( ابن مريم ) تحت عنوان ( الأصول الوثنية للمسيحية ) . محمد جلال القصاص مساء الأربعاء 3/5/1429 7/5 / 2008 --------------------------------- [1] وهذه هي تعاليم النصرانية تأمر بها أتباعها حين يتمكنون من مدينة أو قرية .. قتلُ كل من فيها من الرجال والنساء والأطفال بل والمواشي . انظر إن شئت سفر إشعيا [ 13 : 16 ] ، وسفر العدد ( 31: 1ـ 18 ) ، وسفر التثنية ( 20 : 16 ) |
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
الجمعة، 2 ديسمبر 2022
إنهم يعبدون الفراعنة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق