مباشر مع حمزة يوسف رئيس وزراء أسكتلندا السابق
حمزة يوسف: لأول مرة أشعر بالقلق على أطفالي.. وهذا دور إيلون ماسك في تأجيج العنف ببريطانيا
من يحرّك أعمال العنف في المملكة المتحدة؟
قال حمزة يوسف -رئيس وزراء اسكتلندا السابق- إنه للمرة الأولى في حياته يشعر بقلق على أطفاله وما إذا كانوا سيعيشون بأمان داخل المملكة المتحدة في المستقبل أم لا، وذلك في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت مؤخرًا ضد المسلمين في بريطانيا، مشيرًا إلى الدور الخطير الذي يؤديه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في تغذية اليمين المتطرف.
“قلِق لأول مرة في حياتي”
وقال حمزة يوسف في لقاء عبر الجزيرة مباشر، اليوم الثلاثاء “أنا ولدت في اسكتلندا وترعرعت فيها وربيّت أسرتي هنا وكنت رئيس وزرائها، ولكن للمرة الأولى في حياتي لا أعرف ما إذا كان أبنائي سيكونون بأمان هنا في المملكة المتحدة بسب أعمال الشغب التي نراها”.
وتابع “كيف أضمن سلامة أطفالي عندما يتم رمي الحجارة على المساجد وإشعال النار واستهداف أصحاب البشرة الملونة والمهاجرين وطالبي اللجوء؟! كل مسلم أعرفه يطرح السؤال ذاته هنا: هل يكون مستقبلنا هنا آمنًا؟”.
“لم يأتِ من فراغ”
وأكد يوسف أن العنف والشغب اللذين اندلعا مؤخرًا في بريطانيا لم يكونا وليدَي اللحظة ولم يأتيا من فراغ، بل كانا نتيجة سنوات من خطاب سياسي وإعلامي معادٍ للإسلام والمهاجرين، وتابع “كثيرون مثلي يحذّرون منذ سنوات من نتيجة هذا الخطاب من عنف في الشارع وصعود لليمين المتطرف”.
وقال “بين أكثر المشاهد المؤثرة التي شاهدتها، ليس رجال الشرطة الذين خرجوا لحماية المصلّين، وإنما المواطنون وذلك المقاول الذي جاء ليرمم الجدار في المسجد في ساوث بورت.. أناس عاديون من مجتمعات متنوعة وخلفيات دينية مختلفة خرجوا تضامنًا مع جيرانهم وأصدقائهم المسلمين”.
من يحرّك أعمال العنف؟
وعمّن يحرك أعمال العنف تلك، قال هناك أشخاص مثل تومي روبنسون -زعيم مناهضي الإسلام في بريطانيا- ونايجل فراج، وهما من قادة اليمين المتطرف ويستخدمان مصطلحات معادية للمسلمين والمهاجرين مثل الإسلاموفوبيا والزينوفوبيا (خطاب الكراهية للأجانب).
وأشار في هذا الصدد إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة منصة إكس التي يمتلكها “إيلون ماسك المتعاطف مع اليمين المتطرف، وهو متعصب جدًّا، ويساهم في نشر المعلومات المضللة عبر منصته، رغم أن القاتل المزعوم في الحادث المروع الذي أجّج العنف مؤخرًا، لم يكن مسلمًا ولم يكن مهاجرًا”.
وطرح يوسف السؤال الأكبر “ماذا لو كان المهاجم مسلمًا؟” ليجيب في الحال “حتى هذا ليس مبررًا للاعتداء على المساجد أو نشر الإسلاموفوبيا، لا يمكن مساءلة مجتمع بأكمله عن أفعال فظيعة يرتكبها شخص واحد”
دور إيلون ماسك
وعن دور إيلون ماسك خاصة أنه وجّه عبارات غير لائقة إلى حمزة يوسف، قال رئيس وزراء اسكتلندا السابق “كنت واضحًا جدًّا، ماسك يدعم الفوقية البيضاء واليمين المتطرف، وله دور في نشر المعلومات المضللة بعد مقتل 3 أطفال أبرياء، هو رجل خطير ويستخدم ثروته لأسباب وغايات خبيثة معادية للإسلام”.
وتابع “سيحاول استفزازي وتهديدي والتنمر عليّ، ولكن لن يتمكن من شراء صمتي، إن ظن ذلك فليُعد التفكير، وسوف أشير إلى كل من كان طرفًا في أعمال الشغب تلك حتى لو كان مليارديرا”.
كيف يمكن احتواء العنف؟
وعن دور حكومة حزب العمال الجديدة لاحتواء العنف، قال إنه ” يتعين على رئيس الوزراء كير ستارمر، مساءلة المتورطين وتنفيذ القانون كاملًا بحق المشاغبين ومحاكمتهم بشدة، كما أنه من المهم جدًّا إعادة تحديد الخطاب فيما يخص التعددية والهجرة وكيف أن المسلمين جزء لا يتجزأ من مجتمعنا وكيف أن ذلك إيجابي في مجتمعنا وليس سلبيًّا”.
وقال “على رئيس الوزراء الإدلاء ببيان أو كلمة بأنه سيعيد تحديد الخطاب المتعلق بالهجرة والتعدد والتنوع والاحتفاء بها في المملكة المتحدة، واعتماد تعريف للإسلاموفوبيا”، وأشار إلى ضرورة أن تحصل المساجد وأماكن العبادة على تمويل للأمن.
ولفت أيضًا إلى “ضرورة اتخاذ خطوات صارمة بحق منصات التواصل التي تسمح بنشر المعلومات المضللة التي لها تداعيات مدمرة في شوارعنا”، مؤكدًا أن حرية التعبير والرأي لا بد أن تعكس المسؤولية، فيمكن انتقاد أو قول ما تريد دون اللجوء إلى أي نوع من الكراهية أو الإسلاموفوبيا أو العنصرية، ودون الاعتداء على الناس أو مضايقتهم أو استغلالهم بسبب دينهم أو لون بشرتهم، فهناك خطوط حمراء لا يجوز تخطّيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق