الكليشيهات الأكثر ابتذالاً !
خواطر صعلوك
عزيزي القارئ، والباحث والمحرر الصحافي، وطالب الماجستير والدكتوراه، وصانع المحتوى، والسادة المعدون في البرامج التوعوية والشرطة المجتمعية وكتاب المقالات في الصحف والمجلات، إليك هذه الباقة من المبررات التي تصلح لجميع الجرائم في كل زمان ومكان، وضعتها بين يديك لكي لا تتعب نفسك بعمل استبيانات وإجراء اتصالات وعقد الورش والمحاضرات والثعلب فات فات وفي ذيله سبع لفات...
فمنذ مدة لاحظت أن جميع الجرائم سواء كانت المخدرات وشرب الخمور والقتل والعنف الأسري والتنمر والاعتداء الجنسي والجسدي، وتزوير الشهادات الجامعية والاختلاس والفساد وغسل الأموال، واضطراب الهوية الجنسية والشذوذ، والغش والنصب وتجار الإقامات... كل هذه الجرائم أسبابها واحدة يتم وضعها في باقة واحدة، وكأن الموضوع برمته مثل سمك السردين الذي يسير في اتجاه واحد ويسقط كله في شبكة واحدة.
وإليك باقة المبررات لجميع الجرائم:
- ضعف الوازع الديني.
- التفكك الأسري والطلاق وغياب الأهل والرقابة المنزلية.
- الصاحب الساحب.
- الإنترنت والأجهزة الإلكترونية.
- جائحة كورونا.
- العمالة المنزلية والعمالة السائبة.
- ضعف المناهج الدراسية.
- مجلس الأمة وعدم تطبيق القانون وغياب التشريعات.
- عدم استغلال أوقات الفراغ.
- الواسطة والمحسوبية.
- عدم وجود ميزانية.
وهذه الباقة مرنة جداً، وتسمح لك بأن تعيد استخدامها أكثر من مرة، وتجعل من السبب المسبب، أو تجعل من المسبب السبب... فمثلاً إذا سألتك ما هو سبب عدم تطبيق القانون وغياب التشريعات؟
فيمكن لك أن تجيب:
- ضعف الوازع الديني.
- الواسطة والمحسوبية.
- ضعف المناهج الدراسية.
وإذا سألتك ما هو سبب الواسطة والمحسوبية؟ فيمكن لك أن تجيب:
- عدم تطبيق القانون.
- غياب التشريعات.
- مجلس الأمة.
بل إذا سألتك لماذا لم يتأهل منتخب الكويت لكأس العالم؟ فيمكن أن تكون إجابتك:
- عدم استغلال أوقات الفراغ.
- الواسطة والمحسوبية.
- عدم وجود ميزانية... جائحة كورونا.
وهكذا عزيزي القارئ، فإن هذه الباقة تحل جميع مشاكلنا بضربة واحدة، ولكنها في الوقت نفسه لا تحل مشكلة واحدة، فهي لا تتعدى كونها توصيفاً للجرائم وليست أسبابها، فنحن نوصف الجرائم بالجرائم ونعيش في دائرة كهربائية تعيد إنتاج ذاتها بأشكال مختلفة، وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
سؤال الأسبوع:
- لماذا انتشر التدخين بين طلاب المدارس وهم ذاهبون صباحاً إلى المدارس، وفي المدارس، وهم عائدون إلى بيوتهم، وفي بيوتهم؟
اختر إجاباتك من الباقة. أو اصنع لك باقة جديدة.
Moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق